هناك طرق ووسائل حسابية تساعد في تكوين فهم أدق للاحصاءات والأرقام هي ليست بالضرورة تدخل في عملية إنتاج الاحصاءات والأرقام لكن مهمة في عملية تفسير الاحصاءات والأرقام، من هذه الطرق النسب المئوية والمتوسط الحسابي أو ما يسمى بالمعدل، والهدف من الأرقام المقارنة والنسب المؤية والمعدل تكوين نقطة مرجعية لتفسير الرقم المطلق والمجرد من أية مرجعية.
هناك طرق ووسائل حسابية تساعد في تكوين فهم أدق للاحصاءات والأرقام هي ليست بالضرورة تدخل في عملية إنتاج الاحصاءات والأرقام لكن مهمة في عملية تفسير الاحصاءات والأرقام، من هذه الطرق النسب المئوية والمتوسط الحسابي أو ما يسمى بالمعدل، والهدف من الأرقام المقارنة والنسب المؤية والمعدل تكوين نقطة مرجعية لتفسير الرقم المطلق والمجرد من أية مرجعية.
نشر موقع العربية مقالاً بتاريخ الأحد 11/12 /2011 ومما ذكر فيه: (…أعلن مدير عام المرور في السعودية اللواء سليمان العجلان وقوع أكثر من 544 ألف حادث مروري العام الماضي والتي تسببت في وفاة 7153 شخصاً.)
السؤال هل 7153 وفاة يعتبر رقم كبير؟ الجواب بمقارنة عدد ضحايا العنف في العراق للعام 2010 الذي بلغ نحو 4200 شخص والذي لا تكاد تخلو نشرة أخبار عن ضحايا العنف فيه، فالرقم يعتبر كبير، كما أنه أعلى من عدد ضحايا حرب الخليج الذي بلغ 5200 شخص.
لكن كيف نحدد أثر هذا الرقم على المجتمع السعودي، فقد نشرت صحيفة الاقتصادية بتاريخ الأحد 18 /4 /2010 العدد 6033 الخبر التالي: (… ترتفع نسبة الوفيات بين الذكور السعوديين بسبب الحوادث إلى 24 في المائة) أي أن ربع الوفيات في المملكة تقريباً سببها الحوادث، إذا فالرقم كبير لأنها تشكل ربع وفيات المملكة!
في المثال السابق عن حوادث السيارات هل ربع وفيات بلد ما نتيجة الحوداث المرورية أمر مقبول عالمياً أو إقليمياً؟ في تكملة المقال السابق (مقارنة بنحو 5 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في البحرين. ومما يزيد من وطأة الكارثة أن أغلب الوفيات تحدث بين الشباب، وأنها في تزايد مستمر…)
إذا الأرقام المطلقة بنحو عدد الوفيات لا تعطي صورة واضحة عن الحدث ولكن بمقارنة هذا الرقم بحوادث مماثلة أو ببلدان أخرى وخصوصاً تلك التي تشترك مع بلدنا في الثقافة والبيئة تعطي صورة أكثر وضوحاً، كما أن نسبة وفيات حوادث السيارات لمجمل الوفيات في المملكة يعطي صورة أدق لأثر الحوادث المميتة على المجتمع السعودي.
ومن المقارنات الخبر التالي المنشور في صحفية الرياض بتاريخ 26/1/2014 بعنوان “حوادث الإجازات أكثر.. (ما نتعلّم)” وفي خبر آخر في صحفية الوطن بعنوان “زيادة الحوادث المرورية في الإجازات” تاريخ 19/6/2016 والخبر نص على “كشفت الإدارة العامة للمرور أن الإحصاءات المرورية أكدت ارتفاع نسبة وقوع الحوادث المرورية على جميع الطرق وقت الإجازات، نتيجة عدم التقيد بالأنظمة والتعليمات المرورية.”
وقد تم الحديث عن السرعة وفحص الإطارات وسلامة الطرق وغير ذلك إلا أنه لم يتطرق إلى اعتبار نسبة الزيادة في حركة السير وأن عدد السيارات يزيد في الطرق السريعة في الإجازات الرسمية، فإذا زادت الحوادث في الطرق السريعة خلال فترة الإجازات الرسمية بنسبة 30% مع زيادة عدد السيارات في الطرق السريعة في الإجازة بنفس النسبة 30% فلن تكون حوادث السيارات في الإجازات أكثر. وكما ورد في مقال صحيفة الوطن السابق فقد “أهابت الإدارة أمس في بيان صحفي لها بقائدي المركبات توخي الحذر عند قيادة المركبات على الطرق، وذلك تزامناً مع قرب الإجازة الصيفية، وكثرة التنقلات بين مدن المملكة والأماكن المقدسة والأماكن الترفيهية والسياحية” وهذا مما يدعم التوجه بـأن حركة السير في الطرق السريعة تزداد في الإجازات وبالتالي تزداد الحوادث وهذا يجعل المقارنة قاصرة وغير دقيقة لأننا عند المقارنة بين حوادث طريق ما في فترتين زمنيتين لم نتحكم بعدد السيارات والذي يؤثر على عدد الحوادث.
في 14/5/2010 نشرت صحفية الرياض خبراً بعنوان ” 65% من المخالفات المرورية يرتكبها أجانب..” وكان ذلك تصريحاً من مدير إدارة مرور الرياض في أمسية اعلاميي منطقة الرياض.
العنوان يشير إلى أن المقيم يرتكب مخالفات أكثر من المواطن، وهذا افترضم أن تكون الرخص في مدينة الرياض ممنوحة مناصفة بين المقيمين والمواطنين، وإلا فالنسبة يجب أن تشير إلى نسبة المخالفين من المقيمين الممنوحين رخص قيادة وتقارنها بنسبة المخالفين من المواطنين الممنوحين رخصة قيادة، وكذلك فإن الاحصائية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن هناك مهناً يغلب عليها قطع كيلومترات أكثر يومياً في مدينة الرياض وعادةً ما يعمل بهذه المهن المقيمين كسيارات اللموزين، وسيارات النقل، ومندوبي المشتريات والمبيعات والذين تتطلب أعمالهم كثرة الانتقال يومياً فاحتمالية حصول هؤلاء على مخالفة أعلى من أصحاب الأعمال المكتبية (كالأطباء والمعلمين) والذين يقطعون كيلومترات أقل يومياً في مدينة الرياض.
من المهم الإشارة أنه عن المقارنة بين حالتين يجب التأكد أن العناصر الأخرى تم التحكم بها حتى لا تؤثر في النتيجة، فمثلاً الحوادث قبل وبعد ساهر يجب أن تكون المقارنة على نفس النوع من الطرق وفي نفس الموسم.
الصورة: %11.4 من وفيات الحوادث المرورية إناث – جريدة الوطن السعودية (alwatan.com.sa)