هل الأرقام والاحصاءات هي عملية حسابية بحتة أم عملية اجتماعية، العملية الحسابية هي عملية تلقائية بينما العملية الاجتماعية هي مبنية على فرضيات من الإنسان/ الجهة القائمة بأداء العمل. وعليه فإن كانت الأرقام والاحصاءات نتاج عملية حسابية فهي تعكس حقيقة واحدة وأما إن كانت نتاج عملية اجتماعية فهي تعكس حقائق مختلفة باختلاف الفرضيات التي بنيت عليها. ومعنى ذلك أن الأفكار المقيسة احصائياً ليست حقيقة ثابته معطاه بل هي نتيجة تفاعل بين الإنسان ومحيطه الاجتماعي والثقافي وكذلك متغيرة بحسب المجتمعات والثقافات والأزمان، ويتنازع تكوين هذه الأفكار الأهداف التي خلفها.
وإليكم هذا المثال الذي يدل على أن الأرقام والاحصاءات هي نتاج عملية اجتماعية وليست حسابية،
“الحديدية: إصابة واحدة.. والدفاع المدني: 19 ..والهلال الأحمر:46 تضارب المعلومات حول مصابي قطار الدمام”
صحيفة سبق بتاريخ 7 شعبان 1433 الموافق 27 يونيو 2012
مما يثير الانتباه أن الحادث تم في الصحراء وأنه لا يوجد شخص عاد لمنزله أو اسعفه أحد من المارة، بالضرورة أن الجهات المختصة فقط وصلت للمنطقة الصحراوية وباشرت الحادث دون وجود أفراد أو جهات أخرى، والأعجب هو التفاوت في الأرقام بين عدة جهات رسمية! فهل يعقل أن الهلال الأحمر استطاع عد 46 مصاب بينما المؤسسة العامة للسكة الحديد لم تر إلا شخص مصاب فقط، لو حسبنا مجال الخطأ في حساب الأشخاص لوجدنا الفرق مهول بين 19 للدفاع المدني و 46 للهلال الأحمر على سبيل المثال فالمصابين هنا أكثر من ضعف العدد، مع اعتبار الظروف المحيطة بالحادث يزيد العجب في أن يكون الخطأ في الحساب بهذه الصورة ومن جهات رسمية مهنية تقوم بهذا العمل بشكل دائم.