في صيف عام 2007 حضرت مناقشة لخطة رسالة دكتوراه الفلسفة في إدارة الأعمال لزميل دراسة من أمريكا الجنوبية، وكنت في بداية الدكتوراه فأردت أن أتعرف أكثر على الاساتذه وطريقة مناقشتهم، أتذكر أن أستاذين اختلفوا حول الإطار النظري المقترح في الرسالة، ومما لفت انتباهي أن أحد الأستاذين وهو رئيس قسم علم الاجتماع مختص في تصميم الاستبانات، وقياس الرأس العام، والدراسات الاحصائية، قال: “دع الأرقام تتحدث” بناءً على نتائج الاستبانه يمكن معرفة صحة الإطار النظري من عدمه، بينما رد الأستاذ الآخر وكان رئيس الدراسات العليا في حينه ثم أصبح رئيساً للقسم “الأرقام لا تتحدث نحن من يضعها،”

ومنذ ذلك الوقت بدأ اهتمامي بالأرقام والاحصاءات، وكان ثمرة هذا الاهتمام خلال السنوات التي تلت ذلك هي اخراج هذه المقالات للقارئ العربي والسعودي على وجه التحديد، وقد حاولت في هذا البحث أن اتخير الأمثلة التي تساعد على فهم الاحصاءات والبيانات الشائعة في وسائل الإعلام المرئية والمقروة والمسموعة والإعلام الجديد من البيئة الثقافية السعودية لتعين على الفهم والإدراك بشكل أعمق، وهذا شكل تحدي كبير في تتبع الأخبار والاحصاءات ثم تحليلها بشكل معمق يعكس المادة المقدمة، علماً أني وخلال سنوات الاعداد لم أجد كتاباً في المكتبة العربية يتحدث عن موضوع الكتاب أما الكتب المترجمة فأمثلتها (الانتخابات الرئاسية بأمريكا، الضرائب وغيرهما) بعيدة كل البعد البيئة الثقافية المحلية، والذي أنشأ حاجزاً بين القارئ والتطبيق على أرض الواقع، وقد استغرق العمل قرابة عقد من الزمن وإن كان بشكل متقطع.

الصورة-للمبنى الذي تمت فيه المناقشة: https://cdn.canada247.info/assets/uploads/b12ad98eb91e31bbdd605652ebcbfd58_-ontario-waterloo-regional-municipality-waterloo-carl-a-pollock-hall-cph-html.jpg

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *